الشهاب: وميض من الفضاء في سماء الليل

ما هو الشهاب؟

الشهاب هو ظاهرة ضوئية نراها في سماء الليل، وغالبًا ما تعرف بشكل خاطئ باسم “النجم الساقط” أو “النجم المنقض”. لكن في الحقيقة، الشهاب ليس نجماً على الإطلاق. إنه وميض ضوئي ناتج عن احتراق قطعة صغيرة من الحطام الفضائي عند دخولها الغلاف الجوي للأرض.

كيف يتكون الشهاب؟

تنتشر في الفضاء الخارجي ملايين الشظايا الصغيرة من الصخور والغبار، وهي بقايا من كويكبات أو مذنبات قديمة. عندما تدخل إحدى هذه الشظايا، التي تعرف باسم النيزك (Meteoroid)، الغلاف الجوي للأرض، فإنها تحتك بجزيئات الهواء بسرعة هائلة.

هذا الاحتكاك يولد حرارة شديدة جدًا (تصل إلى آلاف الدرجات المئوية)، مما يؤدي إلى احتراق النيزك بشكل كامل أو جزئي. وهذا الاحتراق هو ما ينتج الوميض الضوئي الذي نراه من على سطح الأرض. معظم هذه النيازك صغيرة جدًا، بحجم حبة الرمل، وتحترق تمامًا قبل أن تصل إلى سطح الأرض.

أنواع الشهب

تتنوع ظاهرة الشهاب حسب حجم الشظية وسرعتها:

1. الشهاب العادي

هذا هو النوع الأكثر شيوعًا، وهو ما نراه بشكل فردي في أي ليلة صافية. عادة ما يكون الوميض سريعاً ويستمر لجزء من الثانية.

2. الكُرة النارية (Fireball)

عندما يكون حجم النيزك كبيراً، يصل إلى حجم صخرة صغيرة أو أكبر، فإنه ينتج وميضاً أكثر سطوعاً يمكن رؤيته حتى في وضح النهار. هذه الظاهرة تُعرف باسم “الكرة النارية”، وقد تترك وراءها ذيلاً مضيئاً يستمر لعدة ثوانٍ.

3. زخات الشهب (Meteor Shower)

تُعد زخات الشهب من أروع الظواهر الفلكية. تحدث عندما تمر الأرض عبر مسار مخلفات مذنب قديم. هذه المخلفات تكون على شكل سحابة من الغبار والصخور. عندما تمر الأرض خلالها، تزداد أعداد الشهب بشكل كبير، وتظهر من نقطة معينة في السماء تُعرف بـ”نقطة الإشعاع”.

تُسمى زخات الشهب عادةً باسم الكوكبة التي تظهر منها. على سبيل المثال، زخة البرشاويات (Perseids) تُنسب إلى كوكبة برشاوس.

الشهاب، النيزك، والنيزك الصخري (Meteorite)

من المهم التمييز بين هذه المصطلحات:

• النيزك (Meteoroid): هو الجسم الصخري أو المعدني الصغير الذي يسبح في الفضاء.
• الشهاب (Meteor): هو الوميض الضوئي الناتج عن احتراق النيزك في الغلاف الجوي للأرض.
• النيزك الصخري (Meteorite): هو ما يتبقى من النيزك (النيزك) إذا لم يحترق بالكامل ووصل إلى سطح الأرض.

النيازك الصخرية نادرة جداً، وهي تحمل أدلة علمية قيمة عن نشأة النظام الشمسي.

خاتمة

في المرة القادمة التي ترى فيها وميضًا يلمع في سماء الليل، تذكر أنه ليس نجمًا يسقط، بل هو قطعة صغيرة من الكون تؤدي عرضها الأخير في الغلاف الجوي. إنه تذكير بأننا نعيش على كوكب محمي بغلاف جوي رائع يحمينا من آلاف الشظايا الفضائية يوميًا.