منصة FBC الإلكترونية: كيف تحمي نفسك من عمليات النصب المماثلة

تداول الأسواق المالية حقوق المتداول حماية حقوق المستثمرين ضمان الحق في التداول شركات التداول المرخصة الاحتيال في التداول

في مطلع شهر فبراير من عام 2025، ظهرت في مصر منصة إلكترونية تحت اسم FBC. سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم بين أوساط المواطنين. ويرجع ذلك بشكل خاص إلى الوعود المغرية بتحقيق أرباح سريعة وسهلة من خلال استثمار مبالغ بسيطة. ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى تحول هذا الوعد الجذاب إلى كابوس مرعب. إذ اختفت المنصة فجأة، تاركةً وراءها آلاف الضحايا الذين فقدوا مدخراتهم وأموالهم التي استثمروها طمعًا في الثراء السريع.

ما هي منصة FBC؟ وماذا كانت تعد به؟

قدمت منصة FBC نفسها على أنها شركة تابعة لمجموعة “ماكان” العالمية. وهي شركة تسويق وإعلانات عالمية معروفة. في الواقع، ادعت المنصة أنها تأسست في لندن عام 2000. كما زعمت أنها تعمل في مجال تشكيل وإدارة العلامات التجارية وتقديم الخدمات الإعلامية والإعلانية لكبرى الشركات. وهكذا، مستغلةً اسم هذه المجموعة المرموقة، بدأت FBC في جذب المستثمرين المصريين. وكان ذلك من خلال وعود براقة بتحقيق أرباح يومية مضمونة مقابل الاشتراك في المنصة واستثمار مبالغ مالية تبدأ من 5 آلاف جنيه مصري وتصل إلى 20 ألف جنيه مصري.

اعتمدت المنصة في ترويج نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي. خاصةً فيسبوك وإنستغرام وتيك توك. واستهدفت بشكل خاص الفئات البسيطة من المجتمع، ممن يبحثون عن فرص لزيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. ونتيجة لذلك، انتشرت إعلانات المنصة بسرعة البرق. وكانت الإعلانات مصحوبةً بشهادات مزيفة لأشخاص يدّعون تحقيق أرباح خيالية من خلال FBC. مما لا شك فيه أن هذا زاد من جاذبية المنصة وأغرى المزيد من الضحايا بالانضمام إليها.

كيف وقع المصريون ضحية لمنصة FBC؟

في الواقع، استغلت منصة FBC عدة عوامل للاحتيال على المصريين. من بين هذه العوامل:

  • الوعود بالأرباح السريعة والسهلة: في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتطلع الكثيرين لتحسين دخلهم، كانت وعود FBC بتحقيق أرباح سريعة وسهلة مغرية للغاية. بالإضافة إلى ذلك، تزامن ظهور المنصة مع صرف عائد شهادات الـ 30% البنكية في ذلك التوقيت. وهذا جعل الكثيرين يبحثون عن بدائل استثمارية أخرى.
  • استغلال اسم شركة عالمية: ربطت FBC نفسها بمجموعة “ماكان” ذات السمعة الطيبة. وهذا أعطى انطباعًا بالموثوقية والشرعية، ودفع الكثيرين لتصديق ادعاءاتها.
  • التسويق المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي: استخدمت المنصة إعلانات جذابة ومضللة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واستهدفت بشكل خاص الفئات الأكثر عرضة للتأثر بمثل هذه الوعود.
  • نظام التسويق الهرمي (Pyramid Scheme): اعتمدت FBC على نظام التسويق الهرمي. بموجب هذا النظام، كانت الأرباح المزعومة للمشتركين الأوائل تأتي من اشتراكات المشتركين الجدد. وهذا يخلق وهمًا بالربحية في البداية. ولكن في النهاية، ينهار النظام فجأة عندما يتوقف تدفق المشتركين الجدد.
  • استهداف الفئات البسيطة: ركزت المنصة على استهداف الفئات البسيطة من المجتمع. هذه الفئات قد تكون أقل دراية بمخاطر الاستثمار عبر الإنترنت وأكثر عرضة للتصديق بالوعود المغرية.

بداية الكابوس: اختفاء المنصة وضياع الأموال

بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الانتشار السريع لمنصة FBC وجمعها لملايين الجنيهات من آلاف المشتركين، بدأ الكابوس. فجأة، توقف التطبيق عن العمل. ثم اختفت المنصة الإلكترونية، وتوقف التواصل مع القائمين عليها. وهكذا، وجد المشتركون أنفسهم أمام واقع مرير. إذ تبخرت أموالهم التي استثمروها، وتبددت أحلامهم بالثراء السريع.

نتيجة لذلك، انتشرت صرخات الضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتداول المستخدمون منشورات تفيد بتعرضهم لعملية نصب واحتيال واسعة النطاق. وسرعان ما أدرك الجميع أن منصة FBC لم تكن سوى عملية احتيال مُحكمة التنظيم. وكان هدفها جمع الأموال والهرب بها، تاركةً وراءها آلاف الضحايا الذين يعانون من خسائر مالية فادحة وصدمة نفسية كبيرة.

التحرك القانوني وبلاغات الضحايا

لحسن الحظ، لم ييأس الضحايا، وسارعوا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وكان هدفهم محاسبة المسؤولين عن هذه العملية الاحتيالية واستعادة حقوقهم. وبالفعل، تقدمت مجموعة من المواطنين في محافظة الدقهلية ببلاغات رسمية إلى مباحث الإنترنت. ويُعتقد أن محافظة الدقهلية كانت مركز انطلاق عمليات النصب. وطالب المواطنون في بلاغاتهم بالتحقيق في الواقعة وتتبع المسؤولين عن المنصة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الواقعة تذكر بواقعة نصب شهيرة أخرى عرفها المصريون قبل عدة أعوام. وهي قضية شركة “QNET” للتسويق الشبكي. وقد اعتمدت هذه الشركة أيضًا على نظام التسويق الهرمي ووعود الأرباح السريعة. وتسببت في خسائر فادحة للكثيرين.

كيف تحمي نفسك من عمليات النصب والاحتيال المماثلة؟

في الواقع، تعتبر منصة FBC مجرد مثال واحد على عمليات النصب والاحتيال التي تستهدف الأفراد الباحثين عن فرص استثمارية عبر الإنترنت. ولحماية نفسك من الوقوع ضحية لمثل هذه العمليات، يجب عليك اتباع النصائح والإرشادات التالية:

  1. كن حذرًا من الوعود المغرية بالأرباح السريعة والمضمونة: تذكر أنه لا يوجد استثمار بدون مخاطر. كما أنه لا يوجد ربح مضمون في الأسواق المالية. لذلك، أي وعد بأرباح سريعة وسهلة يجب أن يثير الشكوك.
  2. تحقق من شرعية المنصة والشركة: قبل استثمار أموالك في أي منصة إلكترونية، تأكد من التحقق من تراخيص الشركة وتسجيلها في الجهات الرسمية. في مصر، يمكنك التحقق من الشركات المرخصة من خلال الهيئة العامة للرقابة المالية.
  3. ابحث عن معلومات وتقييمات مستقلة: لا تعتمد فقط على المعلومات الموجودة على موقع المنصة أو في إعلاناتها. بدلاً من ذلك، ابحث عن تقييمات ومراجعات مستقلة من مصادر موثوقة عبر الإنترنت. وتحقق من سمعة الشركة وتاريخها.
  4. استشر متخصصين ماليين: قبل اتخاذ أي قرار استثماري، استشر مستشارًا ماليًا متخصصًا. وذلك للحصول على المشورة المهنية وتقييم المخاطر.
  5. لا تستثمر أموالًا لا يمكنك تحمل خسارتها: لا تستثمر في أي منصة إلا الأموال التي يمكنك تحمل خسارتها. وذلك دون التأثير على حياتك الأساسية.
  6. كن متشككًا في عروض التسويق الهرمي: احذر من المنصات التي تعتمد على نظام التسويق الهرمي. إذ تعتمد أرباحها على جلب مشتركين جدد. في الواقع، هذه الأنظمة غالبًا ما تكون غير مستدامة وتنهار في النهاية.
  7. لا تنجرف وراء الإعلانات المضللة والضغط: تجنب الاستجابة للإعلانات التي تمارس ضغطًا عليك للاستثمار بسرعة. أو التي تعد بأرباح خيالية. فالشركات الشرعية لا تلجأ إلى هذه الأساليب.
  8. وثق جميع معاملاتك واحتفظ بسجلات: في حالة التعامل مع أي منصة استثمارية عبر الإنترنت، احتفظ بسجلات لجميع معاملاتك وإيداعاتك وسحوباتك. بالإضافة إلى ذلك، احتفظ بنسخ من الاتفاقيات والمراسلات مع المنصة.
  9. بلغ عن عمليات النصب والاحتيال: إذا تعرضت لعملية نصب أو احتيال عبر الإنترنت، لا تتردد في إبلاغ الجهات الأمنية المختصة. على سبيل المثال، مباحث الإنترنت. وقم بتقديم شكوى رسمية لحماية حقوقك وحقوق الآخرين.

رسالة تحذيرية:

في الختام، واقعة منصة FBC يجب أن تكون بمثابة درس قاسٍ للجميع. فالثراء السريع والسهل هو وهم. بينما الاستثمارات الحقيقية تتطلب دراسة ومخاطرة محسوبة. لذا، كن حذرًا من العروض المغرية عبر الإنترنت. ولا تنجرف وراء الأحلام الوردية. بدلاً من ذلك، استثمر بوعي، وتحقق من مصادر معلوماتك، ولا تتردد في طلب المشورة من الخبراء. وتذكر دائمًا أن حماية أموالك تبدأ بوعيك وحذرك.

اترك تعليقاً