المملكة العربية السعودية، قلب العالم الإسلامي ومهد الحضارات الإنسانية، دولة عربية ذات تاريخ عريق وجغرافية متنوعة وثقافة غنية، تمتد على الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية، وتشكل قوة إقليمية ودولية مؤثرة.
الموقع الجغرافي:
تقع المملكة العربية السعودية في الجنوب الغربي من قارة آسيا، وتشكل ما يقرب من 70% من مساحة شبه الجزيرة العربية، يحدها من الشمال العراق والأردن، ومن الشمال الشرقي الكويت، ومن الشرق قطر والإمارات العربية المتحدة، ومن الجنوب سلطنة عمان واليمن، ومن الغرب البحر الأحمر، هذا الموقع الاستراتيجي أكسبها أهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة.
تتميز تضاريس المملكة بالتنوع، حيث تشمل سهولًا ساحلية على البحر الأحمر (سهل تهامة)، وسلاسل جبلية تمتد على طول البلاد (جبال الحجاز وعسير)، وهضابًا وصحاري واسعة تشكل معظم مساحة البلاد، مثل صحراء الربع الخالي في الجنوب وصحراء النفود في الشمال، هذا التنوع المناخي والتضاريسي أثرى التنوع البيولوجي في المملكة.
التاريخ:
يعود تاريخ الاستيطان البشري في شبه الجزيرة العربية إلى آلاف السنين، وشهدت المنطقة قيام حضارات مثل حضارة مدين وثمود قبل الإسلام، كانت المنطقة موطنًا لقبائل عربية مختلفة، وكانت مكة المكرمة مركزًا دينيًا واقتصاديًا مهمًا.
بزوغ فجر الإسلام في القرن السابع الميلادي في مكة المكرمة غيّر مجرى التاريخ في المنطقة والعالم، انطلقت الدعوة الإسلامية من مكة لتنتشر في جميع أنحاء العالم، وأصبحت المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين.
تأسست الدولة السعودية الأولى في عام 1744م/1157هـ على يد الإمام محمد بن سعود في الدرعية، ثم تلتها الدولة السعودية الثانية، وأخيرًا توحّدت البلاد في عام 1932م/1351هـ على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ليُعلن عن قيام المملكة العربية السعودية.
عدد السكان:
يبلغ عدد سكان المملكة العربية السعودية حوالي 35 مليون نسمة، يشكل المواطنون السعوديون نسبة كبيرة منهم، بالإضافة إلى وجود جاليات وافدة من مختلف الجنسيات، يشهد المجتمع السعودي نموًا سكانيًا مطردًا مع ارتفاع نسبة الشباب، وتعد اللغة العربية هي اللغة الرسمية في المملكة، والدين الإسلامي هو الدين الرسمي.
العادات والتقاليد:
تستمد العادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية جذورها من الدين الإسلامي والقيم العربية الأصيلة، من أبرز هذه العادات والتقاليد:
- الكرم والضيافة: يُعرف السعوديون بكرم الضيافة واستقبال الضيوف بحفاوة.
- التماسك الاجتماعي: يُولي المجتمع السعودي أهمية كبيرة للروابط العائلية والاجتماعية.
- الاحتفالات الدينية: تُقام احتفالات دينية مهمة في المملكة، مثل عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان المبارك.
- الأزياء التقليدية: يتميز الزي السعودي التقليدي بالأصالة والاحتشام، مثل الثوب للرجال والعباءة للنساء.
- المطبخ السعودي: يتميز المطبخ السعودي بتنوعه وغناه، حيث يشتهر بأطباق مثل الكبسة والمندي والجريش.
فرص العمل والدراسة:
تشهد المملكة العربية السعودية نهضة اقتصادية شاملة، ورؤية 2030 تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط ، هذا أوجد فرصًا واعدة للعمل في مختلف القطاعات، مثل:
- القطاع النفطي والطاقة: لا يزال قطاع النفط والطاقة يلعب دورًا هامًا في الاقتصاد السعودي، ويوفر فرص عمل متنوعة.
- القطاع الصناعي: تشجع المملكة الاستثمار في القطاع الصناعي، وتوفر فرص عمل في الصناعات التحويلية والتعدينية.
- القطاع الخدمي: يشهد القطاع الخدمي نموًا كبيرًا، ويوفر فرص عمل في مجالات مثل السياحة والضيافة والتجارة والتكنولوجيا.
تُولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم، وتوفر فرصًا للدراسة في مختلف المراحل التعليمية، من التعليم العام إلى التعليم العالي. تضم المملكة جامعات مرموقة تُقدم برامج دراسية متنوعة في مختلف التخصصات، وتستقبل الطلاب من جميع أنحاء العالم.
أهم المعالم السياحية:
تزخر المملكة العربية السعودية بمعالم سياحية متنوعة، تجمع بين الأصالة والتاريخ والطبيعة الخلابة، من أهمها:
- المسجد الحرام في مكة المكرمة: قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويضم الكعبة المشرفة.
- المسجد النبوي في المدينة المنورة: ثاني أقدس الأماكن في الإسلام، ويضم قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- مدائن صالح: موقع أثري يعود إلى حضارة الأنباط، ويضم مقابر منحوتة في الصخور.
- الدرعية التاريخية: العاصمة الأولى للدولة السعودية، وتُعتبر موقعًا تاريخيًا مهمًا.
- جدة التاريخية (البلد): مدينة تاريخية تتميز بمعمارها التقليدي وأسواقها الشعبية.
- العلا: منطقة طبيعية خلابة تضم تشكيلات صخرية فريدة وآثارًا تاريخية.
- شواطئ البحر الأحمر: توفر شواطئ البحر الأحمر فرصًا للاسترخاء والأنشطة البحرية.
خاتما
تشهد المملكة العربية السعودية تطورات متسارعة في مختلف المجالات، وتسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعبها. تُعد المملكة قوة إقليمية ودولية مؤثرة، وتلعب دورًا هامًا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وللمزيد عن اللغة العربية: