أساطير القمر: حكايات من العالم القديم

أساطير القمر، فولكلور، سيلين، أرتميس، القمر، كسوف القمر، أرنب القمر، أساطير قديمة، حكايات شعبية. روما، آسيا، الهند، الماوري، وحش، رموز،

منذ فجر التاريخ، كان القمر رفيق الإنسان في لياليه المظلمة. هذا الجرم السماوي اللامع لم يكن مجرد ضوء في السماء، بل كان مصدرًا للإلهام، والرهبة، ومحورًا لعدد لا يحصى من الأساطير والحكايات. فكل ثقافة حول العالم نسجت قصتها الخاصة عن القمر، فصورته مرة كإله، ومرة كروح، ومرة كقمر يأكل الأطفال. هذه الأساطير تعكس طريقة تفكير الأجيال القديمة، وكيف كانوا يفسرون الظواهر الطبيعية.

في هذا المقال، سنستكشف بعضًا من أغرب وأجمل أساطير القمر من مختلف أنحاء العالم، لنغوص في عوالم من الخيال القديم.


 

1. القمر في الأساطير اليونانية والرومانية

 

في الحضارة اليونانية، ارتبط القمر بإلهتين رئيسيتين:

  • سيلين (Selene): كانت تجسيدًا للقمر نفسه. كانت تصور وهي تقود عربة فضية تجرها خيول بيضاء عبر السماء كل ليلة. لم تكن سيلين مجرد إلهة، بل كانت رمزًا للحب والعاطفة.
  • أرتميس (Artemis): كانت إلهة الصيد، والبرية، والعفة، والقمر. كانت مرتبطة بالهلال، وكانت تعتبر حامية للأطفال والنساء.

وفي الأساطير الرومانية، ارتبط القمر بـديانا (Diana)، وهي نظيرة أرتميس. كانت ديانا إلهة الصيد والقمر، وكانت تحظى بتبجيل كبير.


 

2. أرنب القمر في الثقافة الآسيوية

 

في اليابان، والصين، وكوريا، توجد أسطورة شائعة جدًا عن أرنب يعيش على القمر. تقول الأسطورة إن الأرنب قام بتضحية بنفسه من أجل مساعدة مسافر جائع، وكمكافأة، قام إله النار برسم صورة الأرنب على القمر. وفي الثقافة اليابانية، يُقال إن هذا الأرنب يستخدم مطرقة لصنع كعك الأرز (Mochi). هذه الأسطورة تجمع بين التضحية، والحكمة، والعمل الدؤوب، مما يجعلها قصة محببة للأطفال.


 

3. أساطير كسوف القمر: وحش يأكل القمر

 

في العديد من الثقافات القديمة، كان كسوف القمر يثير الرعب. فبدلاً من فهمه كظاهرة فلكية، كان يفسر على أنه عمل كائن شرير:

  • في الفولكلور الفايكنغ: كان يعتقد أن ذئبين عملاقين، يدعيان “سكول” و”هاتي”، يطاردان الشمس والقمر. وعندما يمسكان بهما، يحدث الكسوف والخسوف. ولذلك، كان الناس يصدرون أصواتًا عالية لمحاولة إخافة الذئبين.
  • في الهند القديمة: تعتبر أسطورة “راهو” و”كوتو” هي الأكثر شهرة. كان “راهو” شيطانًا قطع الإله “فيشنو” رأسه، لكنه لم يمت. وبسبب حنقه على القمر، يبتلعه أحيانًا، مما يسبب خسوف القمر.

 

4. القمر المفقود في أساطير الماوري

 

في الفولكلور الماوري في نيوزيلندا، هناك أسطورة عن امرأة تدعى “رونا” كانت تسير في ليلة ظلماء وتتعثر في شجرة “نينغارو”. ونتيجة لغضبها، قامت بسب القمر، فقام القمر باختطافها وأخذها إلى وجهه، حيث لا تزال هناك حتى يومنا هذا. وفي بعض الروايات، يقال إن بقع القمر هي صورة لـ”رونا” وهي تحمل شجرة.


 

الخاتمة

 

أساطير القمر ليست مجرد قصص خيالية. إنها شهادة على العلاقة العميقة بين الإنسان والكون. ففي كل أسطورة، نجد محاولة لفهم المجهول، وتفسير الظواهر التي تبدو غريبة. هذه القصص تذكرنا بأن الخيال هو أداة قوية استخدمها أجدادنا لفهم عالمهم، وأن جمال القمر لا يكمن فقط في نوره، بل في الحكايات التي ألهمها على مدى آلاف السنين.

اترك تعليقاً