كيف أعرف إذا كان ابني يتعرض للتحرش؟ علامات تحذيرية وأساليب حماية لكل أم وأب

حماية الأطفال من التحرش التحرش بالأطفال مسلسل لام شمسية علامات التحرش بالأطفال كيفية التحدث مع الأطفال عن التحرش الأمان الرقمي للأطفال

لا يوجد أسوأ من شعور الأهل بالقلق على سلامة أطفالهم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع حساس ومؤلم كالتحرش. للأسف، الأطفال غالبًا ما يواجهون صعوبة في التعبير عن تعرضهم للتحرش، سواء بسبب الخوف أو الخجل أو عدم فهمهم لما يحدث لهم. لذلك، يصبح دور الأهل حاسمًا في الانتباه لأي علامات تحذيرية قد تشير إلى أن الطفل يمر بتجربة مؤلمة. في هذا المقال، نقدم لكِ عزيزتي الأم وعزيزي الأب ، دليلًا شاملاً حول كيفية التعرف على ما إذا كان ابنك يتعرض للتحرش، مع التركيز على العلامات السلوكية والعاطفية والجسدية التي قد تنذر بالخطر، بالإضافة إلى خطوات عملية لحماية أطفالكم.

لماذا يصعب على الأطفال الإفصاح عن تعرضهم للتحرش؟

قبل الخوض في العلامات التحذيرية، من المهم أن نفهم لماذا قد يتردد الأطفال في الحديث عن تعرضهم للتحرش بشكل مباشر:

  • الخوف من عدم التصديق: قد يخشى الطفل ألا يصدقه الأهل أو الآخرون، أو أن يتم توبيخه أو لومه.
  • الشعور بالخجل أو الذنب: قد يشعر الطفل بالخجل أو الذنب لاعتقاده الخاطئ بأنه فعل شيئًا خاطئًا أو أنه مسؤول عما حدث له.
  • التهديد من المتحرش: قد يكون المتحرش قد هدد الطفل بإيذائه أو إيذاء شخص يحبه إذا أفصح عما حدث.
  • عدم القدرة على التعبير بالكلمات: قد لا يمتلك الطفل المفردات أو القدرة على وصف ما يحدث له بشكل واضح.
  • الارتباك وعدم الفهم: قد لا يفهم الطفل طبيعة ما يحدث له أو أنه أمر خاطئ.

علامات تحذيرية محتملة تشير إلى تعرض الطفل للتحرش:

يجب على الأهل أن يكونوا يقظين وأن يلاحظوا أي تغييرات تطرأ على سلوك أو مشاعر أو حتى جسد أطفالهم. إليكم بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى أن الطفل يتعرض للتحرش:

1. تغيرات سلوكية مفاجئة:
  • الانطواء والانسحاب الاجتماعي: إذا أصبح الطفل فجأة منعزلاً ويتجنب اللعب مع الأصدقاء أو المشاركة في الأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل.
  • تغيرات في المزاج: إذا أصبح الطفل أكثر عصبية أو غضبًا أو حزنًا أو قلقًا بشكل غير مبرر.
  • صعوبة النوم أو الكوابيس المتكررة: إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في النوم أو يستيقظ بشكل متكرر بسبب الكوابيس.
  • تغيرات في عادات الأكل: إذا فقد الطفل شهيته أو بدأ في تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل مفاجئ.
  • السرية المفرطة: إذا أصبح الطفل متكتمًا بشكل غير عادي حول أنشطته أو الأشخاص الذين يتحدث معهم، خاصة عبر الإنترنت.
  • تجنب أشخاص أو أماكن معينة: إذا بدأ الطفل في تجنب شخص معين من الأقارب أو الأصدقاء أو حتى الذهاب إلى مكان كان يحبه من قبل دون سبب واضح.
  • التراجع في السلوك: إذا بدأ الطفل في إظهار سلوكيات كانت موجودة في مراحل عمرية أصغر، مثل مص الإبهام أو التبول اللاإرادي.
  • الخوف والقلق المفرط: إذا أصبح الطفل أكثر خوفًا أو قلقًا من المعتاد، خاصة عند تركه بمفرده أو مع شخص معين.
2. تغيرات عاطفية:
  • زيادة الحساسية والانفعالات: إذا أصبح الطفل أكثر حساسية ويبكي بسهولة أو ينفعل بشكل مفرط لأسباب بسيطة.
  • تدني احترام الذات: إذا بدأ الطفل في التعبير عن مشاعر سلبية تجاه نفسه أو يقول أشياء مثل “أنا سيئ” أو “لا أحد يحبني”.
  • الشعور بالخجل أو الذنب: إذا كان الطفل يبدو خجولًا أو مذنبًا بشكل غير مبرر.
  • صعوبة الثقة بالآخرين: إذا أصبح الطفل أكثر شكًا أو عدم ثقة في الأشخاص المحيطين به.
3. علامات جسدية (قد تكون أقل شيوعًا كعلامات أولية):
  • كدمات أو جروح غير مفسرة: إذا ظهرت على جسد الطفل كدمات أو جروح لا يستطيع تفسيرها أو يقدم تفسيرات غير متناسقة لها.
  • شكاوى من آلام أو عدم ارتياح: إذا كان الطفل يشكو من آلام مبهمة، خاصة في منطقة الأعضاء التناسلية أو الشرج.
  • تغيرات في النظافة الشخصية: إذا أصبح الطفل مهتمًا بنظافته الشخصية بشكل مفرط أو بالعكس، بدأ في إهمالها بشكل ملحوظ.
4. علامات محددة تتعلق بالتحرش عبر الإنترنت:
  • سرية متزايدة بشأن الأنشطة عبر الإنترنت: إذا أصبح الطفل حريصًا جدًا على إخفاء ما يفعله على هاتفه أو جهاز الكمبيوتر.
  • الانسحاب من الأنشطة عبر الإنترنت: إذا فقد الطفل فجأة اهتمامه بالألعاب أو وسائل التواصل الاجتماعي التي كان يستمتع بها من قبل.
  • ضيق أو غضب بعد استخدام الإنترنت: إذا بدا الطفل منزعجًا أو قلقًا أو غاضبًا بعد قضاء وقت على الإنترنت.
  • تلقي رسائل أو هدايا سرية عبر الإنترنت: إذا كان الطفل يتلقى رسائل أو هدايا من أشخاص غير معروفين أو مشبوهين عبر الإنترنت.

ماذا تفعل إذا شككت في تعرض ابنك للتحرش؟ خطوات حاسمة للأهل :

إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات على طفلك، فمن المهم أن تتعامل مع الأمر بحساسية وحذر. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

  1. حافظ على هدوئك وطمئن طفلك: أهم شيء هو أن تظل هادئًا وأن توفر لطفلك بيئة آمنة ومريحة للتحدث. أخبره أنك تصدقه وأنك هنا لمساعدته.

  2. استمع لطفلك دون إصدار أحكام: دع طفلك يتحدث بحرية دون مقاطعة أو إبداء أي ردود فعل قد تجعله يشعر بالخوف أو الخجل. استمع إليه بانتباه وحاول فهم ما يقوله حقًا.

  3. صدق طفلك: من الضروري أن تصدق طفلك حتى لو كان ما يقوله صعبًا أو مؤلمًا. ثق بحدسك وبمشاعر طفلك.

  4. تجنب الضغط على الطفل: لا تجبر طفلك على التحدث إذا لم يكن مستعدًا لذلك. دعه يعرف أنك موجود للاستماع إليه عندما يكون مستعدًا.

  5. وثق كل شيء: احتفظ بسجل لأي سلوكيات أو أقوال مقلقة من طفلك، بما في ذلك التواريخ والأوقات والتفاصيل.

  6. اطلب المساعدة المتخصصة: استشر طبيبًا نفسيًا أو أخصائيًا في حماية الطفل للحصول على الدعم والتوجيه المناسبين. هؤلاء المتخصصون لديهم الخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات ويمكنهم تقديم الدعم النفسي لطفلك ولكم كأهل. في مصر، هناك العديد من المنظمات والمراكز المتخصصة في حماية الطفل التي يمكنكم اللجوء إليها.

  7. أبلغ السلطات المختصة: إذا كنت متأكدًا أو تشك بشدة في تعرض طفلك للتحرش، فمن الضروري إبلاغ الجهات المختصة في مصر لاتخاذ الإجراءات اللازمة وحماية طفلك من المزيد من الأذى.

  8. تواصل مع شبكة دعم موثوقة: تحدث مع أفراد عائلتك أو أصدقائك المقربين الذين تثق بهم للحصول على الدعم العاطفي والمعنوي خلال هذه الفترة الصعبة.

أهمية التدخل المبكر:

إن التعرف على علامات التحرش في وقت مبكر واتخاذ الإجراءات اللازمة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل ويقلل من الآثار السلبية طويلة المدى التي قد يتعرض لها. كونوا يقظين، استمعوا لأطفالكم، وثقوا بحدسكم كأهل.

حماية أطفالنا مسؤولية أولى

إن حماية أطفالنا من التحرش هي مسؤوليتنا الأولى والأهم. من خلال الوعي بالعلامات التحذيرية، وبناء علاقة قوية ومفتوحة مع أطفالنا، واتخاذ خطوات عملية لحمايتهم، يمكننا أن نوفر لهم بيئة آمنة وسليمة لينمووا ويزدهروا. تذكروا أن الانتباه والملاحظة والاستماع الجيد لأطفالكم هم أقوى أدواتكم في حمايتهم. لا تترددوا في طلب المساعدة والدعم من المتخصصين إذا كنتم تشكون في تعرض طفلكم لأي نوع من الأذى. سلامة أطفالنا هي الأولوية القصوى.

إليك أيضا كيف تحمي إبنك من التحرش :

كيف تحمي ابنك من التحرش؟ دليل شامل للأهل في ضوء قضايا مسلسل “لام شمسية”

اترك تعليقاً